صوفيين ، حضرة صوفية ، دراويش ، مجاذيب ، كلها كلمات ارتبطت في اذهاننا منذ الصغر بمجموعة من الناس نصفهم "بالمجانيين" كنا لا نعرف عنهم سوى انهم يقفون في حلقات و يأخذون في الدوران و الهمهمة و الذكر .
كان هناك من يتهمهم بالسكر ، بالجنون ، ووصل الحال الي الاتهام بالكفر ، اصبحت الصوفية تهمة ، اصبحت مجال للتحقير و التقليل ، نعم تم تشويه الصوفية الحقة ، لكن ليس ذلك مبررا لسيل الاتهامات و السخرية علي الصوفية ككل.
الصوفية ما هي الا حالة روحانية بين العبد و ربه يحاول فيها ان يسافر بروحه الي عالم الطهر و الروح تاركا جسده و نفسه علي الارض ، مجرد محاولات للتطهير و شحن طاقة كونية للثبات و استكمال الحياة بروح و نفس متصلة بخالقها ، اي كفر اذا ، اي جنون اذا ، بل نحن الذين في جنون و غفلة ، نحن من نحتاج الي هذه المحاولة .
دعني احدثك عن حركة الدوران هذه التي يقومون بها ، هيا تمثيل الجسد و النفس و الروح، عندما يبدأ الصوفي برفع يده اليمنى الي السماء يأخذ بها الحق و الخير و تكون يده اليسرى الي اسفل لينثر بها علي الارض ما اخذه من السماء ، احدى قدميه ثابتة تمثل العقيدة الراسخة و القدم الاخرى تدور حولها و تمثل الدنيا و تقلباتها .
تفكر في معاني الصوفية الحقة و دعك من المشوهة ، سلم روحك ، اجعلها في اتصال مع الكون ، تخلص من الثوب الدنيوي و لو للحظات ، ارتدى ثوب الروح الطاهرة و الكون ، حرر نفسك و روحكـ، املك نفسك و روحك و لو للحظات في هذه الدنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق